top of page
فى الوقت الذى تعانى فيه البلدان العربية والإسلامية من العديد من المشاكل النفسية والإجتماعية والإقتصادية والسياسية .....الخ، يعتقد الكثيرون أنه من الأفضل لشخص يحمل هموم مجتمعه أن يتحدث فى أى من هذه المشكلات. ولكن الحقيقة أن كل هذه المشكلات وغيرها والتى نعانى منها فى مجتمعاتنا هى فى الأساس مشاكل إدارية.
فالإدارة ليست علم مستقل بذاته، ولكنها علم يتغلغل فى كل مناحى الحياة القصد منه هو القيام بالأمور بشكل صحيح باستخدام الموارد المتاحة، لتحقيق النتائج المرغوب فيها بشكل صحيح وفى الوقت المناسب. وأعتقد أنه إذا استطعنا تطبيق ذلك فى جميع مجالات حياتنا فـستنتهى جميع مشاكلنا.إن جميع مشاكلنا تتلخص فى أننا نحلم دائما بحلول لها ولكن لا نجعل هذه الحلول أهدافا. والفرق بين الإثنين كبير، فالحلم يبقى دائما حلما أما الهدف فهو حلم له خطة عمل وموعد تنفيذ. وهذا الجزء الأخير هو وظيفة الإدارة، فهى تعلمك كيف تحدد أهدافك، ثم تعلمك كيف تضع خطة ناجحة للوصول إلى هذه الأهداف. تعلمك كيف تسير فى هذه الحياة من نجاح إلى نجاح، تعلمك كيف تتقبل الفشل على أنه جزء من الخطة، تعلمك كيف تكون قادراً على تحقيق أى شئ، وتساعدك على ذلك، وترسم لك الطريق.
 

الإدارة. لماذا؟

وعلى الرغم من أن كل ما سبق هو من الأمور الجيدة، إلا أن الإدارة تفعل ماهو أعظم وأهم من ذلك. إنها توحد جهود الجميع لتحقق هدفا واحداًً. فلا مكان فى الإدارة للفردية والأنانية، فالإدارة لا تعرف وفدى ولا سعدى، ولا من يؤيد الثورة ولا من يحب الملك، الإدارة تدرس كيف يصبح الكل واحداً يتجه نحو تحقيق هدف واحد، بدلا من تشتت الجهود وضياعها فى صراعات جانبية واختلافات فردية، وبدلا من أن يختار كل شخص هدف مختلف قد يتعارض مع اهداف الآخرين بل وقد يسبب الضرر لهم، تقوم الإدارة بدراسة أهداف الجميع ثم تختار الهدف الذى يحقق مصالح الجميع، ثم تضع الرجل المناسب فى المكان المناسب، حيث تدرس صفات كل فرد لتضعه فى المكان المناسب الذى يحقق أعلى فائدة ويستغل كل قدراته، ليحقق الفائدة القصوى لنفسه ولغيره.
bottom of page