top of page

كتاب اللعب من أجل الفوز: كيف تعمل الاستراتيجية فى الواقع

 

المؤلف:           اى جى لافلى (A.G. Lafley )، روجر مارتن (Roger Martin)

دار النشر:        هارفارد بيزنيس ريفيو - 2013

التقييم:

 

     هذا كتاب يجب على كل من يدعى اهتمامه بمجال الادارة الاستراتيجية أن يطلع عليه. وعلى الرغم من أن الكتاب يتجاوز 260 صفحة إلا أنه سهل وممتع بشكل مفاجئ. فى الحقيقة إذا كنت ملم بشكل كبير بمجال الإدارة الاستراتيجية فقد تشعر بأنه لم يأت بجديد، ولكن واقع الأمر أن المؤلفان اى جى لافلى (A.G. Lafley ) المدير التنفيذى السابق لشركة بروكتر أند جامبل، أكبر مصنع للمنتجات الاستهلاكية في العالم، والذى عاد مرة أخرى لمنصبه فى عام 2013، وروجر مارتن (Roger Martin) عميد كلية الإدارة بجامعة تورونتو، يعلمون الكثير عن الإستراتيجية وكيفية صياغتها وتطبيقها فى الشركات العالمية الكبرى.

     فالأول لديه خبرة عملية هائلة نتيجة اشرافه لعقود طويلة على وضع وتطبيق الاستراتيجيات المطبقة فى شركة بروكتر اند جامبل، بالاضافة إلى تحقيق صفقة الاستحواذ الناجحة على شركة جيليت. كما أن روجر مارتن لديه سنوات من الخبرة الطويلة فى مجال الاستشارات مع فئة الإدارة العليا C-suite وذلك قبل انضمامه لكلية روتمان للإدارة.

ماهى الاستراتيجية 

 

الاستراتيجية باختصار هى إختيار، وحتى نكون أكثر تحديدا، هى مجموعة متكاملة من الاختيارات التى تضع المؤسسة

فى موضع فريد فى الصناعة التى تعمــــل بها، بما يحقق لها ميزة تنافسية مستقرة وقيمـة أعلى مقارنة بالمنافسين. ولكن

اتخاذ الإختيارات عمــل صعب، وليس بالضــرورة أن يتناسب مع ظروف العمــــل وتوقعات جميــع الأطـــراف. لذلك

ففى كثير من الأحيان بدلا من العمل على تنميـة استراتيجية من أجل الفوز، يميل الكثير من القادة إلى اتباع أحد المداخل

الغير فعالة لفهم ووضع الاستراتيجية.

 

المداخل الخاطئة لتكوين الإستراتيجية

 

      1- تعريف الاستراتيجية كرؤية.

      الرؤية والرسالة أحد عناصر الاستراتيجية، ولكنهما غير كافيين، فهما لا يقدمان خطوط ارشادية واضحة لأفعال منتجة، ولا خطة طريق واضحة للمستقبل       المنشود. لا يوضحان الخيارات الاستراتيجية بخصوص أسواق الشركة ولا منتجاتها، ولا يركزان على بناء الميزة التنافسية لها.

      

      2- تعريف الاستراتيجية كخطة.

      الخطة والتكتيك أيضا عناصر هامة من عناصر الاستراتيجية، ولكنهما غير كافيين. فالخطة التفصيلية التى توضح ماذا ستفعل الشركة وأين ومتى تفعله لا       تضمن أن هذه الخطوات ستضيف وتزيد من الميزة التنافسية المستقرة للشركة.

 

      3- انكار إمكانية وضع استراتيجية طويلة الأجل (بل والمتوسطة أحيانا).

      يرى العديد من المديرين أن العالم يتغير بسرعة وأنه من المستحيل التفكير فى الاستراتيجية طويلة الأجل فى مثل هذا العالم سريع التغيير، ويجب بدلا         من ذلك على الشركات أن تستجيب للفرص والتهديدات كلما ظهرت. ولكن مثل هذا التفكير يضع الشركة فى حالة رد فعل للمتغيرات المحيطة بها، كما         يجعلها فريسة سهلة للمنافسين الآخرين الأكثر استراتيجية. فالاستراتيجية ليست فقط ممكنة فى ظروف التغير السريع بل يمكن أن تكون أيضا مصدر           للميزة التنافسية ومصدر هام لخلق القيمة.

 

      4- تعريف الاستراتيجية بأنها تعظيم الاستفادة من الوضع الراهن.

      يحاول العديد من القادة تعظيم الاستفادة من ما يقومون به بالفعل فى عملهم الراهن. ذلك قد يرفع من الكفاءة وقد ينتج بعض الزيادة فى القيمة. ولكن ذلك       ليس استراتيجية، فتحسين الممارسات الحالية لا أن استغلال المنظمة الأمثل للفرص المتاحة لها، ولا يساعد على التغلب على المخاطر والتهديدات             المستقبلية. فربما تقوم المنظمة بتحسين العمليات والممارسات وهى فى الأساس تقوم بالنشطة الخاطئة. التحسينات المستمرة أمر هام للمنظمات ولكنها           ليست استراتيجية.

 

      5- تعريف الاستراتيجية بأنها اتباع أفضل الممارسات.

      كل صناعة لديها أدوات وممارسات ناجحة وذات شهرة واسعة، بعض المنظمات تعرف الاستراتيجية بأنها قياس تقدمها مقارنة بالمنافسين الناجحين فى         الصناعة، ثم القيام بمحاكاة نفس الأدوات والممارسات ولكن بطريقة أكثر كفاءة. التقليد ليس استراتيجية، ولكنه وصفة سهلة لتحقيق الأداء المتوسط.

 

ويوضح المؤلفان الأمر بأنه إذا أردت أن تقود شركة عالمية بفاعلية فيجب أن يتم تفكيك الأفكار وتحليلها ووضعها فى أوضح وأبسط صورها. ولذلك عندما يتحدثون عن الاستراتيجية فإنهم يقصدون أنها هى الإجابة عن خمسة أسئلة مترابطة، تكون معا ما يطلقون عليه سلسلة الخيارات المتكاملة (integrated cascade of choices).

 

                  1- ماهو طموحك للفوز؟ غرض شركتك، الطموح الذى يحفزها.

                  2- أين ستلعب؟ أرض الملعب حيث يمكن تحقيق ذلك الطموح.

                  3- كيف تنوى الفوز؟ الطريقة التى ستفوز بها على ارض الملعب الذي تم اختياره.

                  4- ماهى القدرات اللازمة؟ القدرات اللازمة للفوز في الطريق الذي تم اختياره.

                  5- ماهى النظم الإدارية المطلوبة؟ النظم والمعايير التي تؤكد قدراتك وتدعم اختياراتك.

 

والإستراتيجية باختصار هى إجابات هذه الأسئلة الخمسة مكتوبة فى ورقة واحدة.

 

والشكل التالى يوضح هذا النموذج

 اى جى لافلى (A.G. Lafley ) المدير التنفيذى لشركة بروكتر أند جامبل،

روجر مارتن عميد كلية الإدارة بجامعة تورونتو

bottom of page