top of page
تعلم كيف تكون فناناً ومبدعاً

اسرق كالفنانين

 

المؤلف:           أوستين كليون (Astin Kleon )

دار النشر:        وركمان ببليشن كومبانى - 2012

التقييم:

 

      يقول ألبرت أينشتين: "سر الإبداع هو أن تعرف كيف تخفى مصادرك" وفى هذا الكتاب يزيح المؤلف أوستين كليون الستار عن أسرار الفن والإبداع التى يحرص المبدعون كل الحرص على إخفائها. وقدم لنا دليل عملى وخطوات واضحة لتحقيق التميز والإبداع، كل ذلك فى أسلوب سهل ورشيق فقط فى عشر خطوات واضحة.

الخطوة الأولى: اسرق كالفنانين

 كيف تنظر إلى العالم كفنان؟

    كل فنان يُسأل دائماً "من أين تأتى بأفكارك؟

    والفنان الصادق سيجيب:

    " لقد سرقتهم!! "

    هل تعرف كيف ينظر أى فنان مبدع إلى العالم؟

 أولاً: يحاول أن يكتشف ما الذى يستحق السرقة. ثانياً: يستمر فى طريقه. هذا هو الأمر.

     عندما تنظر إلى العالم توقف عن القلق بشأن ما هو جيد وما هو سئ فهناك فقط أشياء تستحق السرقة وأشياء لا تستحق. يقول دافيد بوى الموسيقار والممثل الأمريكى "الفن الوحيد الذى قمت بدراسته هو الفن الذى أستطيع السرقة منه"

 

لا شئ أصيل

      ما يدركه الفنان الجيد تماماً هو أنه لا شئ يأتى من العدم. فكل الأعمال الإبداعية تبنى على ما سبقها وتعتمد عليه. فلا شئ أصيل بالكامل. أو كما يقولون "لا جديد تحت الشمس." وذلك لا يبعث على الإحباط بل على العكس إنه يثير الحماس أوكما يقول أحد الكتاب الفرنسيين "كل ما نحتاج لقوله قد قيل بالفعل، ولكن لأنه لا أحد يسمع، فيجب أن نعيد قول كل شئ مرة اخرى." 

      فإذا تحررنا من عبء محاولة خلق شئ أصيل وجديد بالكلية، فيمكننا عندها أن نتوقف عن محاولة خلق شئ من العدم، ونترك الآخرين يؤثروا فينا بدلاً من محاولة الهرب من هذا التأثير.

 

أصل الأفكار

     كل الأفكار الجديدة هى مزيج وخليط من الأفكار القديمة. حتى أنت نفسك خليط من جينات والدك

ووالدتك ومع ذلك تختلف فى كثير من صفاتك عنهما. بل إنك فى حقيقــة الأمر محصلة لكل ما تأثرت

به منذ صغرك، وما سمحت له بالدخول إلى حياتك والتأثير فيها.

 

جودة المدخلات=جودة المخرجات

     الفنان هو جامع . وليس مكتنز، والفرق بينهم كبير. فالمكتنز يجمع كل ما يصادفه بلا تمييز، بينما الفنان ينتقى ما يجمع. فالفنان يجمع ما يحب ويهوى. وهنا يجب أن ننبه على شئ هام جداً وهو أن مقدار جودتك يتناسب مع من يحيطون بك. فمهمتك هى جمع الأفكار الجيدة وكلما جمعت أفكاراً أكثرجودة كلما زادت قدرتك على اختيار من بينها ما يؤثر فيك.

 

ابحث فى أصول العائلة

     بدلاً من أن تحب وتتعلق بمفكر واحد أو كاتب واحد أو فنان واحد قم بدراسة قدرما تستطيع من

أعمال المفكر الذى تفضله، ثم ابحث عن ثلاثة مفكــــرين أثروا فى فكره، ثم ادرس كل شئ عنهم ثم

كرر العملية ثانية معهم قدر ما تستطيع.

 

علم نفسك

     الفرق كبير بين المدرسة والتعلم. فيجب عليك أن تحافظ على فضولك دائماً مشتعل. ابحث على الانترنت عن كل شئ، عن أحلامك عن مشاكلك، لا تسأل أبداً عن أى شئ قبل أن تبحث عن إجابته بنفسك، فإما أن تصل إليها وإما أن تصل إلى سؤال أفضل. اقرأ دائماً ولا تتوقف عن القراءة أبداً، لا تتوقف عن جمع الكتب حتى لو لم تنوى قراءتها.

 

اجعل السرقة هى الخطوة الأخيرة

    احمل دائما قلماً ونوتة صغيرة معك أينما ذهبت، وتعود أن تكتب دائماً أى ملاحظة أو خاطرة تجول بفكرك. اكتب فقرة مميزة من كتاب تقرأه، أو جزء من محادثة جذبت انتباهك. افعل أى شئ لتحافظ على وجود الأوراق والقلم معك، فإذا رأيت ما يستحق السرقه؟ فلا تتردد.. اكتبه على الورق فوراً، وضعه فى ملف عندما تعود لمنزلك. وعندما تحتاج لقليل من الإلهام؟ افتح الملف الموجود معك.

يقول مارك توين "من الأفضل أن تأخذ ما لا يخصك، عن أن تتركه يلقى مهملاً حولك"

 

الخطوة الثانية: لا تنتظر حتى تعرف نفسك ثم تبدأ

تحرك ثم اعرف نفسك بعد ذلك

     إذا انتظرت لتعرف نفسك أولاً قبل أن تتحرك وتصنع شيئاً، فلن تنجــز شيئــاً

على الإطلاق بل ستجلس لتبحث عن هدفك وتحدد قدراتك ومواهبك. والحقيقة هى

أنك لن تكتشف نفسك وقدراتك وأحلامك وأهدافك إلا من خلال عملك وحركتك فى

الحياة.

    ربما تخشى أن تبدأ وهذا أمر طبيعى لدرجة أن علماء النفــس فى عام 1970

صاغوا مصطلحاً جديداً يدعى "متلازمة المحتال  imposter syndrome"

حيث وجدوا أن بعض الناس يعانوا من الإحساس بأنهـم لا يستحقـــون إنجازاتهـــم 

والإقتناع بأنها لم تحدث لهم إلا بسبب الحظ والظروف، حتى على الرغم من وفرة

الأدلة التى تؤكد مهارتهم وجدارتهم. وأوضحت الأبحاث بعد ذلك أن إثنين من كــل

خمسة ناجحين يعانون من هذه المتلازمة. وهو ما يعنى اثنين من كل خمسة ناجحين

يشعرون بأنهم محتالون ولا يملكون أى فكرة عن ما يفعلون. والحقيقة هى أنه لا أحد منا يعلم مايفعل، واسأل أى فنان مبدع وسيخبرك الحقيقة، إن المبدعين لا يعلمون من أين تأتيهم الأفكار المبدعة، هم فقط يبدأون فى عملهم كل يوم كما تعودوا.

تظاهر بالأمر حتى تتقنه

     هناك صورتين لهذه المقولة

الأولى: هى أن تتظاهر بأنك الشخص الذى تريد أن تكونه حتى تصبح هو فعلاً، ويراك الناس بالطريقة التى تريدهم أن يروك عليها.

والثانية: أن تتظاهر بأنك تحقق شئ حتى تحققه بالفعل فى النهاية.

أو كما يقول الكاتب الأمريكى الشهير جلين أوبرين glenn o'brien " أنت تبدأ مصطنعاً ثم تصبح حقيقياً "

ابدأ التقليد

     لم يولد أحد فى هذه الحياة له أسلوبه وشخصيته المستقلة، فى البداية نتعلم بالتقليد

ومحاكاة أبطالنا المشاهير. فجميعنا يتعلم بالتقلــيد. نحن لا نتحدث عن سرقة أعمــــال

الآخرين ونسبتها إلى نفسك، ولكن نتحدث عن التدريب، فالتقليد يشبه تماماً الـــهندسة

العكسية، إنه مثل المهندس الذى ينزع أجزاء السيــــارة ليتعلم كيف يصنع مثلها. كــل

المبدعين فى العالم بدأوا بهذه الطريقة.

ويشمل التقليد خطوتين أساسيتين: 

أولاً: معرفة من الذى ستقلده.            ثانياً: معرفة ما الذى ستقلده.

     الخطوة الأولى بسيطة نسبياً فأنت غالباً ستقلد من تحب، ستقلد من يلهمك ويثير حماسك، ومن تطمح بأن تكون مثله. أمَّا الخطوة الثانية فهى الأصعب. وتنبع صعوبتها من كونها مخادعة بعض الشئ. فلا يجب أن تسرق الأسلوب فقط، ولكن يجب أن تسرق الفكرة الكامنة وراء الأسلوب، فأنت لا تريد أن تبدوا كبطلك المفضل ولكن تريد أن تصبح مبدعاً مثله. أنت لا تريد أن تصبح مجرد نسخة باهتة منه، ولكن تريد أن تتعلم كيف ينظر إلى العالم، وكيف يفكر وكيف يحصل على إبداعاته. فإذا قمت فقط بتقليد أسلوبه الظاهر فقط بدون أن تفهم من أين أتت أفكاره، فستصبح مجرد نسخة مقلدة.

التقليد ليس تكريماً

   يقول المخـرج الأمريكى الأسطورى فرانسيس فورد كوبولا "نحن نريدك أن تأخذ منا،

نريدك فى البداية أن تسرق منا وتجعل ما تسرقه جزءً من شخصيتك، وهكذا ستجد نفسك

وهكذا ستبــــدأ، ثم وفى وقت ما سيسرق منك شخــص ما." عند نقطة ما يجب أن تتوقف

عن محاكاة أبطـــالك وتــبدأ فى منــافستهم. المنافسة هى المحـاكاة عندما تبدأ فى الامتزاج

بشخصيتك. يقول نجم كرة السلة الشهـــير كوب براينت: "ليس هناك حركات جديدة على

الإطلاق" ويعترف بأنه ســـرق كل حركاته التى يقوم بها فى الملعب من شرائط الفيـــديو

لقدامى اللاعبين. ولكن عندما سرق براينت الكثير من الحركـات وجــد أنه لا يستطيع أن

يؤديها مثلهم تماماً، لاختلاف بنيته الجسدية عنهم فبدأ بتعديــل هذه الحركــات لتناسب بنيته.

الأمر الرائع فى الإنسان هو أنه لا يستطيع التقليد بصورة طبق الأصل، وفشلنا فى عملية

تقليد أبطالنا هو ما يجعلنا نكتشف أنفسنـا وقدراتنـــا الخاصة وشخصياتنا المتفردة. لذلك

قلد أبطالك، ثم افحــــص المناطق التى فشلت فيهــــا، وما سبب هذا الإختـــلاف، وهذا هو 

المكان المناسب الذى يجب أن تعدل عليه وتضع بصمتك الشخصية.

 

الخطوة الثالثة: اكتب الكتاب الذى تتمنى أن تقرأه

 لا تكتب ما تعرف بل اكتب ما تحب

     السؤال الذى يسأله أى كاتب مبتدئ هو "ما الذى يجب أن أكتب عنه" والإجابة المعتادة هى "أكتب عن ما تعرفه" والحقيقة أن هذه الإجابة دائماً تؤدى إلى قصص سيئة وخالية من الإثارة. فالإجابة الأفضل ليس هى أن تكتب ما تعرفه بل أن تكتب ما تحبه. أكتب القصة التى تتمنى أن تقرأها.

     فكر فى أفضل عمل قرأته لكاتبك المفضل، ثم أسأل نفسك: ما الذى نسى أن يكتبه؟ ما الذى لم يقوم به؟ ما الذى كان يمكن أن يكون أفضل؟ إذا كان مازال على قيد الحياة، ماذا كان سيكتب الآن؟ ماذا لو اجتمع كل أبطالى المفضلين سوياً، ماذا كانوا سيفعلون لو كنت قائدهم؟ ثم تحرك واصنع هذا الشئ. 

     السر الحقيقى هو: ان تصنع الفن الذى تتمنى أن تراه، وأن تبدأ العمل الذى تتمنى أن تمتلكه، وأن تعزف الموسيقى التى تتمنى أن تسمعها، وأن تكتب الكتاب الذى تتمنى أن تقرأه، وأن تصنع المنتج الذى تتمنى أن تستخدمه، وأن تقوم بالعمل الذى تتمنى أن ترى إنجازه.

 

الخطوة الرابعة: استخدم يديك

     فى العصر الإلكترونى، إياك أن تنسى أن تستخدم يديك. فالكمبيوترأصبح يفصل بيننا وبين العالم بلوح من الزجاج، فلا يمكنك لمس أى شئ تفعله إلا إذا قمت بطباعته. راقب أى شخص يستخدم الكمبيوتر ستراه ساكنا ثابتاً جامداً، ولن تحتاج لعلماء أو أطباء ليخبروك بأن الجلوس بهذه الطريقة طوال اليوم أمام شاشات الكمبيوتر تقتلك وتقتل عملك. يجب أن تجد طريقة لتشرك جسمك فى العمل، فعقولنا ليست فقط هى من تأمر أجسادنا للعمل، بل أجسادنا هى أيضاً تأمر عقولنا لتعمل. تحرك... فهذا هو ما يحفز الإبداع هذا هو ما يحفز عقلك للتفكير.

    الكمبيوتر رائع بالفعل فى تعديل أعمالنا، إنه رائع بالفعل فى تجهيز أفكارنا للنشر والخروج للعالم، ولكنه ليس جيداً فى توليد الأفكار. فهناك عشرات الفرص لتمحوا عملك بضغطة زر، بل إنه يدفعنا لتعديل عملنا قبل أن ننتهى منه بالفعل، فإذا أردت أن تبدع بالفعل فابتعد عن الكمبيوتر. استخدم يديك أولاً ثم الكمبيوتر، ثم يديك ثم الكمبيوتر.

     حاول أن تجرب أن تقسم مكان عملك إلى جزئين، جزء يدوى وجزء إلكترونى. فى الجزء اليدوى لا تسمح بدخول أى أجهزة إلكترونية، فقط أقلام وأوراق وأدوات مكتبية. كروت لتلخيص العمل، ولوحة على الحائط لكتابة الملاحظات .... الخ. وجزء إلكترونى، وضع به جهاز الكمبيوتر والطابعة والاسكانر... الخ. فى الجزء اليدوى حاول الإبداع والتفكير وعندما تحصل بالفعل على فكرتك انتقل إلى الجزء الثانى واستخدم الكمبيوتر ليساعدك فى تنفيذها ونشرها. وعندما تشعر أنك فقدت حماسك وتركيزك عد ثانية إلى الجزء الأول وابدأ المرح.

أوستين كليون (Austin Kleon) مؤلف الكتاب

 

 الفــــــــــن هـــــو  السرقـــة.  

 بابلو بيكاسو

 

الخطوة الخامسة: أهمية المشاريع الجانبية والهوايات

 مارس التأجيل البنَّاء

     من الجيد أن تقوم بالعمل فى عدة مشروعات فى نفس الوقت، فإذا شعرت بالملل من المشروع الذى تعمل عليه فعد إلى المشروع السابق الذى كنت تعمل عليه، وعندما لا تستطيع الإبداع فى مشروع انتقل إلى الذى تركته قبل ذلك. لا تغرق فى العمل حتى تمل ويعجز عقلك عن الإبداع، ولكن إذا شعرت بالملل فدع العمل فوراً ومارس بعض النشاطات الأخرى، فتجنب العمل هو الطريقة الأمثل لاستعادة التركيز.

إياك أن تتخلص من أى جزء منك

    إذا كان لديك شغف حقيقى بأمر أو اثنين فإياك أن تتوقف عن القيام بهم، احتفظ بكل ما

تحب القيام به فى حياتك. فإذا كنت تحب القيام ببعض الأنشطة فحافظ على تخصيص وقتاً

لها . فمن الهام جداً أن يكون لديك هواية. فالهواية هى شئ مبدع لك وحدك، شئ لا تبحث

عن تحقيق المكسب من ورائه، هو فقط شئ  تحب القيام به لأنه يبعث السعادة إلى قلبك.

    إياك أن تتخلص من جزء منك، استمر بفعل ما تحب، ولا تشغل نفسك بالرؤية الموحدة

والهدف الأعظم، ومحاولة إيجاد علاقة بين كل ما تقوم به فأنت الرابط بين كل ما تقوم به

من أنشطة. ففى يوم من الأيام ستنظر إلى كل ذلك وستفهم المغزى منه.

 

الخطوة السادسة: قم بعمل جيد وشاركه مع الناس

 فى البداية كونك مغموراً هو أمر جيد

     يسألنى الشباب دائماً "كيف يمكن أن أشتهر؟" والحقيقة هى أن الحياة تختلف تماماً عن الجامعة حيث يقبض الأساتذة أجورهم من أجل الإهتمام بك. ففى الحياة سرعان ما تكشف أن العالم لا يهتم بما تقوم به. وهذا ليس بالضرورة أمراً سيئاً بل على العكس تماماً لأنك تريد اهتمام العالم إلا  فقط عندما تقوم بأمر يستحق. فعدم الشهرة يعطيك الحرية لتخطئ بدون أن يراقبك أحد أو يحاسبك، ولن تخشى على صورتك أمام الجماهير ولذلك يمكنك التجربة وإعادة المحاولة حتى يتحسن آداؤك بكل حرية. ولكن بمجرد أن تشتهر ويعرفك الناس لن تحصل أبداً على هذه الحرية مرة أخرى، وبالأخص إذا بدأوا فى دفع المال لك.

 

 الوصفة المعروفة للجميع

    إذا كانت هناك وصفة سرية لتصبح مشهوراً ما كنت لأتردد فى إعطائها إليك. ولكن ما أعرفها هى وصفة واحدة معروفة للجميع: قم بعمل جيد، ثم شاركه مع الناس.

إنها عملية من خطوتين. الخطوة الأولى "قم بعمل جيد" خطوة بالفعل شاقة، وليس هناك طرق مختصرة لتحقيقها. قم بالعمل كل يوم، ستتعطل بعض الأوقات، وستتعرض للفشل فى أوقات أخرى. انهض ثانية ولا تستسلم ثم حاول مرة أخرى أن تقوم بعمل أفضل. الخطوة الثانية "شاركه مع الناس" كانت هذه الخطوة عسيرة وفى غاية الصعوبة فى الماضى. أمَّا الآن فقد أصبحت أمراً يسيراً للغاية ... مع خالص الشكر للإنترنت.

يسألنى الناس دائماً عندما أخبرهم بذلك "ماهو سر الإنترنت؟"

وأجيب: هل تريد حقاً أن تعرف؟  حسناً... الأمر فى غاية البساطة

أولاً: تسائل عن شئ

ثانياً: أدع الناس لتتسائل معك.

ولكن ... يجب أن تتسائل عن أشياء لا يتسائل عنها أحد غيرك، فإذا تسائل الناس عن البرتقال تسائل أنت عن التفاح مثلاً.

وتذكر... أنك لست ساحراً فلا تخفى أسرارك، فالناس يحبون التعرف إليك عن قرب والتعرف على عملك، فلا تخشى من كشف بعض أسرارك لهم. كما أنك عندما تنفتح على الناس ستتعلم منهم أيضاً، بل وستجد الكثير لتسرقه. فأنت لا تتواجد على الإنترنت فقط لتقول ما لديك للناس. بل تضع نفسك على الإنترنت لتجد أيضاً ما تقوله للناس.

بعض الفنانين يقلق من أن وجوده على الإنترنت يجعله قليل الإنتاج، ولكن الحقيقه هى ان تواجدك على الإنترنت يدفعك للتفكير المستمر و العمل بجد حتى تستطيع تقديم الجديد للمهتمين بك وبأعمالك.

 

    تعلم تصميم المواقع، وتعلم التعامل مع المدونات، اكتشف تويتر، وشبكات التواصل الإجتماعى، وكل هذه الأدوات المشابهة. ابحث على الإنترنت  عن الأشخاص المتشابهين معك فى الإهتمامات وتواصل معهم، وشارك عملك معهم. أنت لست مضطراً أن تشارك مع الآخرين كل شئ، ولكن شارك فقط جزءاً من مشروعاتك التى تعمل عليها.

     وإن كنت تخشى كشف اسرارك فشارك نقاط متباعدة بدون أن تصل بينها. إن أصابعك هى التى تضغط زر النشر، وأنت المتحكم بشكل كامل فى الجزء الذى يراه الآخرون من عملك والسر الذى تريدهم أن يعرفوه.

 

الخطوة السابعة: لم تعد الجغرافيا تتحكم فينا

 إبنى عالمك الخاص

     لقد أمضيت فترة صغرى أحلم بالإنتقال إلى إحدى المدن الكبرى حيث تحدث الأحداث الكبرى وتسكن الشخصيات الهامة. والآن أصبحت أسكن فى تكساس حيث العديد من الفنانين والمبدعين ولكن على الرغم من ذلك فإن 90% من أساتذتى وزملائى لا يتواجدون هناك بل يتواجدون فى كل مكان، فلقد تعرفت عليهم من الإنترنت.

     أنت فى عصرنا الحديث لا تحتاج لتغيير مكانك حتى تبدأ فى التواصل مع العالم الذى ترغب التواجد فيه. وسواء كنت صغير السن أم كبير، تحب الصخب أم تحب الوحدة، فهناك دائماً مجتمع من الناس موجود لتتواصل معه.

     وفى وقت معين إذا لم تجد نفسك حيث تعيش يمكنك بناء عالمك الخاص، فقط ضع سماعات الأذن واستمع إلى أغنيتك المفضلة، وضع كتبك بجوارك، واجعل الأشياء التى تحبها قريبة منك وعلق صوراً على الحائط، واصنع عالمك الخاص الذى ترغب فى أن تعيش فيه.

     استمتع بالوحدة، وابتعد عن الأجهزة الإلكترونية. اترك سيارتك واستقل المواصلات العامة فى طريقك إلى عملك ذهاباً وإياباً بدون شبكة إنترنت وبدون لابتوب، أو اجلس فى إحدى المكتبات العامة فى هدوء. احمل دائماً معك كتاباً وقلماً وبعض الأوراق، واستمتع بالجلوس بمفردك بعيداً عن العالم.

 

 غادر منطقة الراحة

     كل يوم يمر عليك يصبح عقلك أكثر راحة مع كل ما يحيط به من أشياء، وحتى تحفزه على الإبداع يجب عليك أن تخرجه من منطقة الراحة، وتدفعه إلى الإضطراب والحركة. اذهب لقضاء بعض الوقت فى مكان مختلف مع أشخاص مختلفين. فالسفر يجعل العالم يبدوا جديداً بالنسبة لك، وعندما يصبح العالم جديداً يبدأ العقل فى العمل بكل قوته. امض الوقت مع أشخاص مختلفين عنك فى الفكر والهوايات والأعمال والإهتمامات. وعندما ترغب فى التواصل مع زملائك فالأخبار الجيدة هى أنك ستجدهم موجودون تماماً حيث تركتهم ... على الإنترنت

"المسافات والإختلافات هى الوصفــــــة الســــــــرية للابداع"         

       جوناه ليهرر

الخطوة الثامنة: كن لطيفاً، فالعالم قرية صغيرة

 اكتسب الأصدقاء، وتجاهل الأعداء

   أفضل الطرق لتهزم أعدائك فى عصر الإنترنت هو أن تتجاهلهم، وأفضل الطرق لتكتسب الأصدقاء فى عصر الإنترنت هو أن تتحدث عنهم بالخير.

 

 

 

 ابحث عن أكثر الناس موهبة فى الحجرة، فإذا لم تكن أنت فاذهب وتدرب بأقصى جهدك. فإذا وجدت أنك أفضل من بالحجرة، فابحث لنفسك عن حجرة أخرى.

 

 

 صاحب أصحاب الموهبة

     هل تتذكر مقولة المرء على دين خليله؟ إنها حقيقية تماماً، فأنت جيد بقدر جودة الناس الذين تحيط نفسك بهم، وأنت ناجح بقدر نجاح من تحيط نفسك بهم. وفى عصر الإنترنت يعنى ذلك، أن تتابع أنجح الأشخاص على شبكة الإنترنت. تابع الأشخاص الأذكى منك، والأكثر مهارة منك، تابع الأشخاص الذين يؤدون أعمالاً رائعة. أنصت لما يتحدثون عنه، وراقب ما يفعلون، وتابع الصفحات التى يتابعونها.

     وتذكر جيداً أنك حتى تنجح تحتاج لأربعة صفات هامة:

1- الفضول

2- دماثة الخلق.

3- قدرة التحمل.

4- الاستعداد للظهور بمظهر الأحمق.

 

توقف عن الصراع واخرج واصنع شيئاً

    سترى فى الحياة الكثير من الأمور التى ستشعل الغضب فى أعماقك، وستشعر بضرورة إصلاحها، وسيخبرك الكثيرون بضرورة ألا تغضب. حسناً فى رأيى الغضب يمكن أيضاً أن يحفز الإبتكار، ولكن بدلاً من إضاعة غضبك فى  الشكوى الصراخ فى من حولك حاول أن توجه غضبك للابداع فى مجال عملك أو فى الرسم أو الكتابة والتأليف أو غيرها من مجالات الإبداع. هل تريد نصيحتى لك؟ حسناً، أخرج وتعامل مع الحياة، واغضب، ثم اغضب بشدة، ولكن احتفظ بفمك مغلقاً وقم بعملك.

 

اكتب خطابات إعجاب

     إذا أعجبت بعمل شخص ما فأرسل له رأيك ولا تتردد، ولكن لا تنتظر رده عليك. فى عصرنا الرقمى الإنترنت هى أفضل وسيلة لتقوم بذلك. إكتب بوست على صفحتك أو موضوع فى مدونة توضح فيه إعجابك بعمله، ووضح فيه رأيك وضع رابط للعمل، أو اكتب شيئاً واهديه له، أو قم بالإجابة عن الأسئلة التى ينشرها، أو اعرض حلاً لمشكلة قام بطرحها، أو قم بتطوير أحد أعماله وضعه على الإنترنت. 

     ربما يرى بطلك عملك وربما لا، وربما يجيب عليك وربما لا. ولكن الشئ الهام هو أنك أظهرت أعجابك بدون أن تنتظر شيئاً فى المقابل. والأهم هو أنك أخرجت عملاً جديداً نتيجة هذا الإعجاب.

 

 

الإبداع لا يحتاج تصريح

     إياك أن تنتظر أن إذن الآخرين لك لتبدع وتبتكر. إياك أن تتوقف بسبب رأى الآخرين فيك وفى أعمالك. فالإبداع لا يحتاج إذن من الآخرين. فبمجرد أن تخرج عملك للعالم، لا يصبح لك أى سيطرة لك على الطريقة التى يستقبله بها الآخرون. ولن تستطيع التحكم فى ردود أفعالهم تجاهه.

     المفارقة فى الأعمال الإبداعية هى أن العمل الجيد فعلاً يبدوا كما لو أنه هين وسهل وبسيط، لدرجة أن الناس تتسائل "كيف لم أفكر فى هذا من قبل؟" لن يقدر الكثيرون المجهود الذى تم من أجل إخراج إبداعك للنور. قد يسئ الناس فهمك وفهم ما تقوم به، بل قد يسخرون منك. لذلك حاول التأقلم مع سوء الفهم والاستخفاف بل والتجاهل. والخدعة هنا هى أن تنشغل بعملك لدرجة أن تفقد الإهتمام بكل ما عداه.

 

احتفظ بملف لرسائل إعجاب

     تمتلئ الحياة بالكثير من النقد والإعتراض وعدم التشجيع. وصحيح أن الإبداع لا يحتاج إلى تصريح من أحد ولكن لا يزال واحد من أهم المحفزات للإنسان هو كلمات الإعجاب والتشجيع التى يتلقاها بشأن عمله.

     حاول وضع كل إيميلات الإعجاب والتشجيع فى مكان واحد. وعندما تأتى عليك لحظات اليأس والإحباط والإحساس بأن عملك ليس مثل الأهمية التى تعتقدها، افتح هذا الملف واقرأ بعض مما أرشل إليك ثم عد ثانية إلى العمل. جرب ذلك وبدلاً من الاحتفاظ بملفات النقد احتفظ ملفات الإعجاب واحتفظ بها قريبة منك لوقت احتياجك لبعض التحفيز.

 ......يتبـــــــع  

bottom of page