top of page

التنمية البشرية بين الحقيقة والخرافات


حقيقة التنمية البشرية

التنمية البشرية هي عملية توسيع خيارات الفرد عن طريق: رفع معارفه وقدراته وخبراته ليكون مبدعا ومنتجا، ويتمتع باحترام الذات ويمتلك القدرة على التحكم فى مستقبله، ويتمتع بالإحساس بالانتماء للمجتمع".

وإذا لم يتم تحقيق ذلك، فإن الخيارات تتقلص ويصعب على الانسان اقتناص العديد من الفرص المتاحة أمامه.

والحقيقة أن التنمية البشرية هى في المقام الأول منهج حكومي يهتم بتطوير الموارد البشرية في المجتمع وتحسين حياة الأفراد فى هذا المجتمع. ولكن بعد أن ظهرت أهمية التنمية البشرية على تحسين إنتاجية الشركات، أصبحت كل مؤسسة وكل شركة تهتم بتنمية قدرات العاملين فيها سواء على المستوى الإداري أو على المستوى الشامل لتشمل كل العاملين فى جميع مستوياتهم الوظيفية. وأخيرا بعد أن انتشر مفهوم التنمية البشرية وأهميته بدأ الأفراد بالبحث عن تنمية ذاتهم بشكل فردى. وكان هذا التطور هو السبب فى ظهور العديد من المدربين والمحاضرين المتخصصين فى التنمية البشرية بهدف مساعدة الأشخاص على التطور والنمو، وهذا المفهوم هو مايعرفه الناس بالتنمية البشرية بشكل عام.


التنمية البشرية فى المجتمع العربى

التنمية البشرية كما ذكرنا هى: رفع القدرات والمهارات واكتساب الخبرات، بهدف مساعدة الفرد على أن يكون مبدعا ومنتجا وقادرا على التقدم والتطور وتحقيق النجاح بل وقادرا على مساعدة من حوله على النجاح أيضاً.

وحتى يمكن لأى شخص أن يحقق ذلك يجب أن يكون لديه دافع قوى وأن يمتلك الحماس والطاقة الداخلية لعمل ذلك، ومن أجل هذا السبب كان من الضرورى من وقت لآخر تحفيز الأفراد على العمل والأخذ بأسباب النجاح، ولكن ما حدث فى العالم العربى هو أن الجميع انشغل تماماً بهذا الجزء ونسوا أن أساس التنمية البشرية هو رفع القدرات واكتساب المهارات، وركزوا جهدهم على التحفيز والحماس ونسوا تماما حقيقة التنمية البشرية وجوهرها، وتبعا لمقولة (العميل دائما على حق) نسى بالتالى المحاضرين والمدربين ورجال التنمية البشرية المعنى الحقيقى لها وقاموا بالتركير على التحفيز، ثم التحفيز، ثم التحفيز فى المقام الأول. وهكذا وبعد أن ثبت للناس أن التحفيز وحده لا يعنى التغيير ولا يؤدى بمفرده إلى النجاح، بدأ التركيز على موضوعات من قبيل (قوة الاقناع، التأثير فى الناس، كيف تأخذ ما تريد بسهولة من الآخرين .... الخ). على الرغم من أن مفهوم التنمية البشرية يعنى تغيير النفس وليس تغيير الأخرين، وبالطبع لم تكن أيضا النتيجة مرضية فكان التغيير الجديد.

عندما فشلت كل هذه الموضوعات فى تحقيق النجاح والنمو الحقيقى بدأ البعض فى البحث عن حل جديد، وتجلت عبقرية البعض وبدأ البحث فى كل ركن من أركان الأرض، حتى أنهم غاصوا فى أعماق التاريخ وبحثوا فى الديانات المختلفة والثقافات القديمة والبلدان البعيده ثم خرجوا علينا بصطلحات ما أنزل الله بها من سلطان ولا نعلم من أين جاء بها هؤلاء مثل التنويم الإيحائى وعلوم الطاقة والزن والريكى والشكرات الى

غير ذلك مما جادت به قريحتهم علينا. ثم بدأ الترويج لهذه الشعوذات والخرافات على أنها هى الخلاص من كل مشاكلنا. وبدأوا فى الترويج لأنفسهم على أنهم رسل هذه العلوم الجديدة لخلاص البشرية من كل أزماتها. فبدأنا نسمع عن: العلاج بالطاقة، والتنويم بالإيحاء، والعلاج بالألوان، حتى أن أحدهم حاول اعطاء صبغة دينية للموضوع فخرج علينا بعلم العلاج بأسماء الله الحسنى. إلى أخر ذلك من الدجل والخرافات والموضوعات التى لا تسمن ولا تغنى من جوع.

كل ذلك أدى إلى ضياع المفهوم الحقيقى للتنمية البشرية، وإهمال الناس لها، بل واعتقاد أغلبهم بعدم أهميتها، بل وإلى ربط البعض بينها وبين الدجل والخرافات من ناحية أو التسليه والتفاهات من ناحية أخرى.

أهم الموضوعات
المقالات الأخيرة
تواصل معنا
  • Facebook Classic
  • Twitter Social Icon
bottom of page